من يعلم قصص المحرقة يعلم بالتأكيد قصة الطفلة اليهودية آن فرانك، التي وضعت إبان الكارثة دفتر يوميات خطّت فيه قصة حياتها وحياة عائلتها، الذي عاشوا في ظلام دامس في المخبأ في سقيفة مكاتب “أوبتيكا” في أمستردام، هربًا من ملاحقة النازيين.
اليوم، في الرابع من آب عام 2013، يحيي العالم الذكرى السنوية التاسعة والستين لاكتشاف النازيين مكان اختباء أسرة فرانك وإرسال العائلة بأسرها إلى معسكرات الإبادة.
ووضعت، آن (أنليس ماري)، شابة يهودية وُلدت في ألمانيا، انتقلت مع عائلتها إلى هولندا عام 1933 إبان الكارثة، دفتر يوميات، اشتُهر بعد الحرب العالمية الثانية. وكشفت مذكراتُها لقراء عديدين في العقود التالية البُعد الإنساني في حياة ضحايا تلك الفترة. وصدرت اليوميات، التي وثقّت فيها الفترة التي اختبأت فيها برفقة أبناء أسرتها من تهديد ملاحقة النازيين في مخبأ في مكاتب شركة “أوبتيكا” في أمستردام، ككتاب، وحظيت بشعبية واسعة، وتُرجمت إلى عشرات اللغات.
وكان أوتو فرانك، والد آن فرانك، الوحيد بين أفراد الأسرة الذي نجا من الكارثة، وتزوّج لاحقًا بناجية من الكارثة، وانتقل للعيش في مدينة بازل. توفي في آب 1980 في بازل جراء إصابته بسرطان الرئة. وعُزلت إديث فرانك، أمّ آن، عن ابنتَيها في أوشفيتس. وأُرسلت البنتان آن ومرغوت إلى معسكر برجن بلسن. وتوفيت إديث فرانك في 6 كانون الثاني 1945 جرّاء الجوع والمرض. وروى شهود عيان أنّها بدأت في أيامها الأخيرة، جرّاء مرضها، تبحث عن ابنتَيها وتجمع طعامًا استعدادًا للمّ الشمل، الذي لم تعش لتراه. وبعد عشرين يومًا من وفاتها، حرّر جنود الجيش الأحمر معسكر الاعتقال.
توفيت مرغوت فرانك، الأخت الكبرى لآن، كما يبدو جراء مرض التيفوئيد في معسكر برجن بلسن. ووفقًا لشاهد عيان، توفيت قبل أيام معدودة من آن فرانك، لكن تاريخ وفاتها غير معروف بدقّة.
وكانت آن فرانك قد وثّقت في مذكراتها علاقتَها بأفراد أسرتها، ملاحظةً بدقة شديدة الفروق الشخصية بينهم. ووصفت آن نفسَها بأنها مقربة من أبيها، الذي ذكر لاحقًا أنه كان يشعر بقُرب خاصّ من آن، فيما كانت مرغوت أكثر ارتباطًا بوالدتها.
في 15 تموز 1944، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اعتقالها، كتبت آن فرانك في يومياتها قولها الأكثر شهرة على الإطلاق: “أيامنا صعبة: أفكار، أحلام، وآمال مكتومة تتمزقنا، ونحن محطّمون إزاء الواقع القاتم. من العجيب أنني لم أهجر مُثلي العليا. فهي تبدو غير معقولة في الواقع. رغم ذلك، فأنا ألتصق بها، لأنني أومن، رغم كل شيء، بأنّ البشر هم جيدون بالنسبة لي … من المستحيل بالنسبة لي بناءُ حياتي على أسس من الفوضى، الألم، والموت. أرى العالم بأسره يتغير ببطء، ويصبح برية مقفرة. أسمع الجلبة، التي ستُجهز علينا يومًا ما، تقترب …”
ويعود تاريخ آخر تسجيل في دفتر اليوميات، وهو الشهادة الرئيسية على ما حدث في المخبأ، إلى 1 آب 1944، يوم اقتياد العائلة للموت. ففي صباح ذلك اليوم، اقتحم شرطيون مكان الاختباء، إذ قام شخص لا يزال مجهولًا بإبلاغ الشرطة عنه.
نجحت أسرة فرانك في الصمود في المخبأ نحو عامَين وشهر واحد، لكن مصيرهم كان قد حُدّد. توفيت آن نفسها في معسكر برجن بلسن في 31 آذار 1945.
للمزيد من المعلومات حول حياة أسرة فرانك ودفتر اليوميات الذي خطته آن ، بإمكانكم زيارة موقع مكتبة علاء الدين