أفيف كوخافي

كوخافي يبادر إلى “ورشة عمل من أجل الانتصار في الحرب”

رئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال أفيف كوخافي (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال أفيف كوخافي (Yonatan Sindel/Flash90)

في إطار "ورشة العمل من أجل الانتصار في الحرب"، التي يبادر إليها رئيس هيئة الأركان كوخافي، سوف ينظر ضباط كبار في قضية تحقيق النصر في ظل التغييرات التي طرأت لدى العدو والتطورات التكنولوجية

24 فبراير 2019 | 14:48

منذ سنوات كثيرة، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى حل اللغز – كيف يمكن الانتصار في الحرب القادمة بشكل خاص، واضح، وغير قابل للتحليل. يشغل هذا الموضوع رئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال أفيف كوخافي، الذي قرر إقامة ورشة عمل مدتها ثلاثة أيام مركزة في الشهر القادم تتطرق إلى الموضوع، تحت عنوان “ورشة عمل من أجل النجاح”.

وفق النشر في صحيفة “إسرائيل اليوم” بهدف ورشة العمل أقام الجيش بعض الطواقم التي سوف يسعى كل منها وفق خبرته إلى التوصل إلى تفاهامات من أجل الانتصار في الحرب القادمة، وإلى معالجة الفجوات من أجل تحقيق النصر. يولي رئيس هيئة الأركان أهمية كبيرة لـ “ورشة العمل من أجل الانتصار” التي سوف يشارك فيها أعضاء منتدى هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي وضباط كتائب، وضباط كبار آخرين. تشكل ورشة العمل بداية لبرنامج متعدد السنوات خاص بالجيش الإسرائيلي، يفترض أن يبدأ في السنة القادمة.

يجري الحديث عن ورشة عمل حول وجهات نظر، ولا يتوقع فيها اتخاذ قرارات، وسيتم فيها توزيع الضباط إلى طواقم يتطرق كل منها إلى مواضيع وتفحص التغييرات التي طرأت على الجيش، العدو، وكيف يمكن الانتصار في الحروب في أيامنا هذه في ظل هذه التغييرات والتغييرات التكنولوجية الجديدة.

“ورشة العمل من أجل الانتصار” هي ليست الخطوة الوحيدة التي يتخذها رئيس هيئة الأركان. يبدو أن الجنرال كوخافي يتبع خطوة مفتوحة ويحاول سماع أفكار من يعمل تحت إمرته. نُشر في الشهر الماضي، أنه بعد دخول كوخافي إلى مقر رئيس هيئة الأركان أرسل بريدا إلكترونيا إلى كل الضباط، برتبة عقيد وعميد، طالبا منهم أن يشيروا إلى نقطة القوة لدى الجيش الإسرائيلي، وإلى الفجوات القائمة في الجيش، وما هي الطرق للعمل على هذه الفجوات.

اقرأوا المزيد: 252 كلمة
عرض أقل

الجيش الإسرائيلي يجري حفل تنصيب لرئيس الأركان الجديد

حفل التنصيب لرئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي (Noam Revkin Fenton/Flash90)
حفل التنصيب لرئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي (Noam Revkin Fenton/Flash90)

شكل احتفال رسمي أجري في تل أبيب وداعا رسميا لرئيس الأركان المنتهية ولايته، غادي أيزنكوت، واستقبالا لرئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي

15 يناير 2019 | 17:28

بعد أن حصل أفيف كوخافي اليوم الثلاثاء صباحا على رتبة جنرال، استلم من رئيس الأركان غادي أيزنكوت مسؤولية الجيش الإسرائيلي في إطار حفل في معسكر هكرياه في تل أبيب وأصبح بهذا رئيس الأركان الـ 22 بشكل رسمي. بعد حفل مراسم تنصيب كوخافي، جرى لقاء في مقر هيئة الأركان حيث ودّع فيه كوخافي أيزنكوت. في مستهل الجلسة التي شارك فيها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، شكر كوخافي أيزنكوت قائلا: “كنتَ نموذجا يحتذى به لنا جميعا”.

بعد ذلك قال أيزنكوت: “أشعر بانفعال كبير”. وأضاف تطرقا إلى منصبه: “حظيت بطاقم مقر هيئة أركان مميز طوال فترة عملي، وهذا هو المقر الذي تراه هنا يا كوخافي. فهو يتضمن ضباطا خبراء كثيري الانتقاد. يعرف كل من يجلس في هذه الغرفة، الحوارات الساخنة التي تدور فيه، ولكن هناك أهمية كبيرة لهذه اللقاءات والحوارات، فهي تركّز على هدف مشترك وهو أمن إسرائيل”. هنأ أيزنكوت كوخافي قائلا: “مسؤولية هيئة الأركان تستلمها أيدي أمينة، وهذا من حظ الإسرائيليين. أنا مقتنع أنك ستسخّر خبرتك من أجل مصلحة دولة إسرائيل”.

(Noam Revkin Fenton/Flash90)

بدأت مراسم تنصيب كوخافي خلفا لأيزنكوت اليوم صباحا بترفيع كوخافي إلى أعلى رتبة على يد نتنياهو في هكرياه في تل أبيب. بعد ذلك، زار أيزنكوت وكوخافي باحة حائط البراق وجبل هرتسل، ثم زارا مقر رئيس الدولة. أعرب كوخافي في الحفل عن تحمله مسؤولية “شغل منصبه مشيرا إلى أن هناك الكثيرين الجديرين بالشكر. من بينهم، والداه اللذان غرسا فيه القيم والأخلاق. ضباطه الذين عمل تحت إمرتهم طوال السنوات، وزير الدفاع السابق، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الحكومة، كل هؤلاء الذين منحوه ثقتهم. وأكثر من ذلك شكر زوجته وبناته اللواتي يدعمنه في طريقه الشاقة”.

قال رئيس الحكومة، بينامين نتنياهو، لكوخافي في الحفل: “بصفتك مسؤولا خبيرا أنت تتحمل مسؤولية كبيرة وتضمن أن يقوم الجيش بمهامه. جلسنا وتحدثنا معا، عن الماضي والحاضر، ولكن تحدثنا تحديدا عن المستقبل، وعن العقد القادم. الهدف واضح: ضمان تفوقنا على أعدائنا وتعزيز الفجوة النوعية بيننا وبينهم”.

اقرأوا المزيد: 293 كلمة
عرض أقل

ما أهم التحديات التي تنتظر رئيس الأركان الجديد؟

رئيس الأركان الجديد، أفيف كوخافي (Flash90)
رئيس الأركان الجديد، أفيف كوخافي (Flash90)

يستلم رئيس الأركان الجديد، أفيف كوخافي، جيشا قويا وذكيا لكن التحديات الأمنية لم تقل بالنسبة لإسرائيل وإنما أصبحت أكثر خطورة.. ما زالت إيران وحزب الله تخططان لشن عملية كبرى من سوريا

15 يناير 2019 | 10:32

يستلم اليوم الجنرال أفيف كوخافي قيادة الجيش الإسرائيلي، ليكون رئيس الأركان ال22 لدولة إسرائيل. وتنتظر كوخافي الذي خلف غادي أيزنكوت الذي قاد الجيش في ال5 سنوات الأخيرة، تحديات أمنية خطيرة في الشمال والجنوب، مشابهة لتلك التي واجهت أيزنكوت، لكن بظروف سياسية داخلية مختلفة.

وقد أجمع المحللون والسياسيون الإسرائيلي على أن الجيش انتقل إلى “يد آمنة” وأن كوخافي قائد من الدرجة الأولى، يتسم بالذكاء والتعمق والإنسانية. وقد برزت مزاياه القيادية خلال توليه منصب رئيس الاستخبارات العسكرية، حيث أحدث ثورة فيها وأصبح عمليا مرشحا مفضلا لقيادة الجيش الإسرائيلي في المستقبل.

وكتب المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونتوت”، رون بن يشاي، أن إنجازات رئيس الأركان السابق، غادي أيزنكوت، ستكون تحديات رئيس الأركان الجديد، وأبرزها أن أيزنكوت أنهى ولايته دون خوض حرب غير ضرورية في الجنوب أو الشمال، والآن المسؤولة تقع على كاهل كوخافي في مواصلة الجهود العسكرية في المنطقة دون الانجرار إلى حرب. ما ينتظر كوخافي؟

إيران وحزب الله

أفلح الجيش الإسرائيلي حتى اليوم في إحباط مخطط إيران التموضع في إيران وبناء قوة تمكنها من شن عمليات ضد إسرائيل، وكذلك أحبط محاولات نقل أسلحة دقيقة لحزب الله، لكن هذا لا يعني أن القصة انتهت. فيجب على كوخافي مواصلة هذه الجهود العسكرية دون التورط مع روسيا التي ما زالت في سوريا من جهة، وكذلك دون الانجرار إلى حرب تخلف الدمار والضحايا.

كما أن احتمال تجديد إيران لمشروعها النووي على قائمة التحديات التي تنتظر كوخافي، فبعد انهيار الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وستقع على كتفي كوخافي مسؤولية تجهيز الجيش لمواجهة عسكرية ضد إيران في حال قرر المستوى السياسي اللجوء إلى حرب لتدمير المشروع النووي العسكري الإيراني.

حماس في غزة

أشار المحللون الإسرائيليون إلى أن معضلة حكم حماس في غزة ستشغل رئيس الأركان الجديد، فيجب على كوخافي أن يقرر بين خيارين بالنسبة لغزة، الأول هو القضاء على حكم حماس في غزة وذلك عبر دخول القطاع وتدمير البنى التحتية للحركة والبقاء في القطاع إلى تسلم فصيل آخر الحكم في القطاع.

والخيار الثاني هو “التعايش” مع حماس، وهذه يعني الحفاظ على التهدئة مع الحركة، ومواصلة الجهود الإنسانية من أجل تحسين حياة سكان القطاع. وهذا الخيار يعني أن على كوخافي بذل جهد كبير مثل سابقه أيزنكوت من أجل إقناع المستوى السياسي عدم خوض حرب في غزة في حال تدهور الوضع الأمني.

إضافة إلى ذلك، سيواصل الجيش جهوده في إحباط مخططات حماس شن عمليات في الضفة الغربية، وكذلك مواجهة العمليات التي تشنها فصائل فلسطينية أخرى أو أفراد لا تنتمي إلى فصائل، دون المساس بالحياة اليومية لسكان المنطقة.

الوضع الإسرائيلي الداخلي

أشار محللون إلى أن الحقيقة أن إسرائيل تستعد إلى انتخابات هي أيضا تحدي بالنسبة لكوخافي. فهذا يعني أن رئيس الأركان الجديد سيعمل في ظروف سياسية غير مستقرة، لا سيما أن حقيبة الأمن موجدة مع رئيس الحكومة نتنياهو، الذي يواجه تحقيقات في قضايا فساد وربما لائحة اتهام في القريب.
تحدٍ آخر يواجه كوخافي، انخفاض حماس الشبان الإسرائيليين في الالتحاق في الوحدات القتالية. يجب على رئيس الأركان الجديد بلورة خطة قومية بمشاركة وزارة التربية من أجل تغيير الوضع. الجيش سيكون بحاجة إلى مقاتلين وليس فقط إلى قدرات تكنولوجية.

اقرأوا المزيد: 463 كلمة
عرض أقل
رئيس هيئة الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي, أفيف كوخافي (Twitter)
رئيس هيئة الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي, أفيف كوخافي (Twitter)

من أنت، أفيف كوخافي؟

تعرفوا إلى رئيس هيئة الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي, الجنرال أفيف كوخافي، الذي سيتولى منصبه اليوم

15 يناير 2019 | 10:20

هذا الصباح (الثلاثاء)، سيتولى الجنرال أفيف كوخافي منصب رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي. كوخافي ابن 54 عاما، متزوج ولديه ثلاث بنات، بدأ طريقه العسكرية في عام 1982، عندما تجند للواء المظليين، الذي تدرب فيه على القتال. بعد أن اجتاز بتفوق دورة الضباط، عمل من بين مناصب أخرى، ضابط قسم وضابط كتيبة. بعد إنهاء دراسته للقب الأول في الفلسفة، عُيّنَ ضابط قسم العمليات في لواء المظليين.

في عام 1998، بعد إنهاء دراسته للقب الثاني في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، أصبح ضابط اللواء الشرقي التابع لوحدة الارتباط مع لبنان. أثناء الانتفاضة الثانية (2001-2003)، كان كوخافي ضابط لواء المظليين. إضافة إلى مجموعة ضباط إضافيين من الوحدات الميدانية، اهتم كوخافي بالعمل ضد مصادر الإرهاب الفلسطينية في مبان ومخيمات للاجئين، رغم كونها مناطق مدنية مكتظة وصعبة للقتال.

كوخافي مع رئيس الأركان السابق, غادي أيزنكوت (Flash90)

في شهر 2002، ترأس كوخافي عملية قام بها لواء المظليين للسيطرة على مخيّم بلاطة للاجئين في نابلس، دخل خلالها جنود إلى المخيم من خلال شن هجوم مدمج، وهكذا نجحوا في الإضرار بالإرهابيين الكثيرين دون وقوع إصابات تقريبا. وترأس كوخافي لاحقا لواء المظليين في عملية “الدرع الواقي” وعمليات أخرى ضد البنى التحتية الإهاربية الفلسطينية في الضفة الغربية.

بين عامي 2004 و-2005، شغل كوخافي منصب ضابط كتيبة غزة، وبعد ذلك عُين رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان. في نهاية عام 2010، حصل كوخافي على رتبة لواء وعُين رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، فحقق نجاحات فيها أيضا، مثلا، طوّر تقنية لجمع المعلومات والأبحاث الاستخباراتية. في إطار هذا المنصب، ترأس كوخافي الجهود الاستخباراتية في عمليتي “عمود السحاب”، و”الجرف الصامد”، في قطاع غزة.

كوخافي مع وزير الدفاع السابق, أفيغدور ليبرمان (Ariel Hermoni / MOD)

في عام 2014، بدأ كوخافي بشغل منصب ضابط لواء الشمال في الجيش، وفي أيار 2017، أصبح نائب رئيس الأركان، غادي أيزنكوت. فى أكتوبر 2018 قام وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بإختياره كمرشح لقيادة الجيش الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 272 كلمة
عرض أقل

تحديات تنتظر رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد

اللواء أفيف كوخافي (Hadas Parush/Flash 90)
اللواء أفيف كوخافي (Hadas Parush/Flash 90)

سيبدأ كوخافي بشغل منصبه في الفترة الحساسة التي تشهدها منطقتا الشمال والجنوب. هل سيتخذ خطا شبيها بالخط الذي عمل بموجبه رئيس هيئة الأركان الحالي، أم أنه سيحُدِث تغييرا كبيرا؟‎ ‎

28 أكتوبر 2018 | 10:24

لم يتفاجأ أحد من تعيين اللواء، أفيف كوخافي، لشغل منصب رئيس هيئة الأركان الـ 22 في الجيش الإسرائيلي. فهو يعتبر مرشحا رائدا، خبيرا، وصاحب قدرات ملائمة. بالمقابل، كان يتوقع أن يثير تعيين أي مرشح آخر دهشة. يبدي كوخافي استعداده للعمل وفق وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، لهذا حتى إذا كانت هناك نية لتعيين مرشحين مثيرين للتحدي أكثر منه لقد قرر نتنياهو وليبرمان اتخاذ “خطوة مضمونة”.‎ ‎

الاعتبارات المركزية لدى الحكومة هي الرغبة في تجنب حدوث هزة في الجيش في الفترة الحساسة التي تتضمن مستويين: الأول هو العمل ضد الإيرانيين في سوريا، والثاني هو العمل ضد حماس والجهاد الإسلامي في غزة. يتوقع محللون إسرائيليون أن كوخافي سيسير على الخطوة التي اتبعها رئيس هيئة الأركان، غادي إيزنكوت، في كلتا الحالتين، إذ إنه كان شريكا في وضع سياسة العمل في كلتاهما.‎ ‎

في الواقع، سيبدأ كوخافي بشغل منصبه بعد أن أصبح الوضع على وشك حرب في غزة، إذ تدهورت الأوضاع وشهدت مواجهات خطيرة في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أطلق الجهاد الإسلامي القذائف إلى البلدات الإسرائيلية. ولكن، تعتقد القيادة في المنظومة الأمنية أن غزة هي الحلبة الثانية في أهميتها، لهذا  يحظر عليها السماح لهذه الحلبة بأن تصرف الانتباه عن التحدي الاستراتيجي الأكبر وهو تمركز القوى العسكرية الإيرانية في سوريا.

يُعتقد أن شؤون غزة ألحقت ضررا بشهرة كوخافي الذي عمل ضابطا لكتيبة غزة، ورئيسا لشعبة الاستخبارات. ففي عام 2004، اختُطف الجندي غلعاد شاليط عندما كان مسؤولا، وشغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات، واتهمته القيادة السياسية أنه لم يولي أهمية حينها لتهديدات الأنفاق التابعة لحماس.‎ ‎

 من ناحية شخصية، كان يعتبر كوخافي الذي بدأ عمله في وحدة المظليين، مقاتلا صاحب طرق قتالية إبداعية، ومثيرا للانتقادات، وهو نباتي، يمارس هواية الرسم في أوقات الفراغ. تعمل زوجة كوخافي محامية، ولديهما ثلاثة أطفال، وتعيش العائلة في بلدة صغيرة. في السنوات الماضية، لم يشارك كوخافي في مقابلات، تجنبا للتورط في الجدال السياسي الإسرائيلي المستعر. يبدو أن هذا القرار كان حكيما.  

اقرأوا المزيد: 296 كلمة
عرض أقل

أفيف كوخافي.. المرشح الأقوى لمنصب رئيس الأركان

اللواء أفيف كوخافي (Hadas Parush/Flash 90)
اللواء أفيف كوخافي (Hadas Parush/Flash 90)

بدأ السباق لشغل منصب رئيس الأركان القادم في الجيش الإسرائيلي؛ يعتقد الكثيرون أن اللواء أفيف كوخافي، نائب رئيس الأركان حاليا، هو المرشّح الرائد

في الأيام القريبة، يتوقع أن يبدأ وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بعملية لاختيار رئيس الأركان القادم للجيش الإسرائيلي. لهذا يجري ليبرمان استشارات ومقابلات مع ألوية مرشحين للمنصب: أفيف كوخافي، نيتسان ألون، ويائير غولان. تنتهي ولاية رئيس الأركان الحاليّ، اللواء غادي أيزنكوت، في الأول من كانون الثاني 2019. بموجب القانون الإسرائيلي، عند نهاية العملية يوصي الوزير ليبرمان بتعيين رئيس الأركان، وعلى الحكومة أن تصادق عليه.

رغم أن مقربين من الوزير قد قالوا في الأسبوع الماضي إنه ليس هناك مرشح نهائي، وقد تحدث مفاجآت، يقدر الكثيرون أن اللواء أفيف كوخافي، الذي يعمل نائب رئيس الأركان، هو المرشح الرائد. في وظائفه الأخيرة، شغل كوخافي منصب رئيس شعبة الاستخبارات، ولواء الشمال.

اللواء أفيف كوخافي مع رئيس الأركان غادي أيزنكوت (Flash90)

كوخافي ابن 54 عاما، متزوج ولديه ثلاث بنات، بدأ طريقه العسكرية في عام 1982، عندما تجند للواء المظليين، الذي تدرب فيه على القتال. بعد أن اجتاز بتفوق دورة الضباط، عمل من بين مناصب أخرى، ضابط قسم وضابط كتيبة. بعد إنهاء دراسته للقب الأول في الفلسفة، عُيّنَ ضابط قسم العمليات في لواء المظليين.

في عام 1998، بعد إنهاء دراسته للقب الثاني في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، أصبح ضابط اللواء الشرقي التابع لوحدة الارتباط مع لبنان. أثناء الانتفاضة الثانية (2001-2003)، كان كوخافي ضابط لواء المظليين. إضافة إلى مجموعة ضباط إضافيين من الوحدات الميدانية، اهتم كوخافي بالعمل ضد مصادر الإرهاب الفلسطينية في مبان ومخيمات للاجئين، رغم كونها مناطق مدنية مكتظة وصعبة للقتال.

اللواء أفيف كوخافي مع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان (Ariel Hermoni / MOD)

في شهر 2002، ترأس كوخافي عملية قام بها لواء المظليين للسيطرة على مخيّم بلاطة للاجئين في نابلس، دخل خلالها جنود إلى المخيم من خلال شن هجوم مدمج، وهكذا نجحوا في الإضرار بالإرهابيين الكثيرين دون وقوع إصابات تقريبا. وترأس كوخافي لاحقا لواء المظليين في عملية “الدرع الواقي” وعمليات أخرى ضد البنى التحتية الإهاربية الفلسطينية في الضفة الغربية.

بين عامي 2004 و-2005، شغل كوخافي منصب ضابط كتيبة غزة، وبعد ذلك عُين رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان. في نهاية عام 2010، حصل كوخافي على رتبة لواء وعُين رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، فحقق نجاحات فيها أيضا، مثلا، طوّر تقنية لجمع المعلومات والأبحاث الاستخباراتية. في إطار هذا المنصب، ترأس كوخافي الجهود الاستخباراتية في عمليتي “عمود السحاب”، و”الجرف الصامد”، في قطاع غزة.

في عام 2014، بدأ كوخافي بشغل منصب ضابط لواء الشمال في الجيش، وفي أيار 2017، أصبح نائب رئيس الأركان.

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل
قائد سلاح الجوالإسرائيلي، الجنرال أمير إيشل (Flash90/Yossi Zelinger)
قائد سلاح الجوالإسرائيلي، الجنرال أمير إيشل (Flash90/Yossi Zelinger)

من سيكون نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي القادم؟

وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، بدأ جولة من المشاورات لاختيار نائب قائد أركان الجيش الإسرائيلي القادم. المرشحون: قائد منطقة الشمال، قائد سلاح الجو، وقائد منطقة الجنوب ومن سبقه في هذا المنصب

بدأ وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، جولة من المشاورات، مع قادة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، لاختيار نائب قائد أركان الجيش الإسرائيلي القادم، بدل النائب الحالي الجنرال يائير جولان.

قائد منطقة الجنوب السابق، الجنرال سامي تورجمان (Flash90)
قائد منطقة الجنوب السابق، الجنرال سامي تورجمان (Flash90)

نشر موقع Walla News الإخباري أن المرشحين المُحتملين لشغل منصب جولان هم: قائد المنطقة الشمالية، أفيف كوخافي، الذي كان قائد سلاح المظليين سابقا، قائد في منطقة قطاع غزة، ورئيسًا لقسم الاستخبارات. ثمة مُرشح آخر محتمل وهو قائد منطقة الجنوب السابق سامي تورجمان، الذي شغل منصب قائد في سلاح المدرّعات، قائد كتيبة العمليات، وقائد القوات البرية. هناك مرشح آخر أيضًا وهو قائد المنطقة الجنوبية الحالي إيال زامير، الذي سبق أن شغل منصب مستشار رئيس الحكومة للشؤون العسكرية، وكذلك قائد سلاح الجو، الجنرال أمير إيشل، الذي سبق أن شغل منصب رئيس قسم التخطيط في القيادة العامة للأركان.

قائد المنطقة الشمالية، الجنرال أفيف كوخافي (Flash90/Hadas Parush)
قائد المنطقة الشمالية، الجنرال أفيف كوخافي (Flash90/Hadas Parush)
قائد سلاح الجوالإسرائيلي، الجنرال أمير إيشل (Flash90/Yossi Zelinger)
قائد سلاح الجوالإسرائيلي، الجنرال أمير إيشل (Flash90/Yossi Zelinger)

يُعتبر هذا المنصب قفزة هامة أمام المرشحين للمنافسة مستقبلاً على منصب قائد الأركان.

قائد المنطقة الجنوبية، االجنرال إيال زامير (IDF Flickr)
قائد المنطقة الجنوبية، االجنرال إيال زامير (IDF Flickr)
اقرأوا المزيد: 134 كلمة
عرض أقل
رئيس الأركان بيني غانتس ورئيس الشاباك يورام كوهي (Miriam Alster/FLASH90)
رئيس الأركان بيني غانتس ورئيس الشاباك يورام كوهي (Miriam Alster/FLASH90)

رئيس الأركان يرسل لنتنياهو رسالة شديدة اللهجة ضدّ رئيس الشاباك

توتّر غير مسبوق بين الجيش الإسرائيلي والشاباك على خلفية زعم الشاباك أنّه حذّر من نية حماس بشنّ حرب في الصيف. وبحسب كلام غانتس فهناك "أزمة ثقة حادّة بين الجيش والشاباك"

أزمة ثقة غير مسبوقة بين الجيش الإسرائيلي والشاباك. استثنائيًّا، أرسل رئيس الأركان بيني غانتس إلى رئيس الحكومة نتنياهو رسالة احتجاج حادّة ضدّ رئيس الشاباك يورام كوهين على خلفية الحرب التي اندلعت في الصيف الأخير. حذّر وزير الأركان غانتس في الرسالة بأنّ هناك أزمة ثقة حادّة بين الجيش وبين الشاباك، كما دعا نتنياهو إلى دعوة كوهين لمعالجة الأمر.

تم إرسال الرسالة في أعقاب تصريحات قيلت، حذّر بحسبها الشاباك كما يزعم منذ شهر كانون الثاني هذا العام من أنّ حماس تتوجه للحرب ضدّ إسرائيل. وقال ضباط كبار في الجيش في عدة مناسبات إنّه لم يتم تلقّي تحذير كهذا.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّه تم على خلفية ذلك إجراء محادثة حادّة بين رئيس الشاباك كوهين وبين رئيس الإستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي، بحضور المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة بعد حرب خزة. زعم كوهين أنّ جهازه قد نقل تحذيرات من الحرب المرتقبة في الصيف، ولكن كوخافي رفض ذلك جملة وتفصيلا مدعيًا أنّه لم يكن هناك كلام مثل هذا إطلاقًا. في نفس الجلسة، قال أيضًا بعض وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية إنّهم لا يذكرون تحذيرات كهذه.

وقد تطوّرت “حرب روايات مختلفة” في أعقاب الحرب بين الشاباك والجيش، والتي أصبحت أكثر حدّة حتى حدوث انفجار هذا الأسبوع. وبحسب كلام بعض المسؤولين في الجيش، يحاول الشاباك نشر معلومات كاذبة بحسبها يكون رجاله قد علموا مسبقا بنية حماس في بدء الحرب، بخلاف الحدث الصحيح. والذي دعا غانتس إلى كتابة رسالته هو خبر ورد في القناة الثانية بحسبه حذّر الشاباك من نية حماس.

ويشير المراسل السياسي لصحيفة هآرتس، باراك رافيد، والذي كشف للمرة الأولى عن رسالة غانتس، إلى أنّها خطوة استثنائية تدلّ على وجود أزمة عميقة: “رسالة وزير الأركان الاحتجاجية تعتبر الأكثر غرابة وتدل على وجود أزمة حادّة في الأشهر الأخيرة بين مسؤولي الجيش والشاباك. وتهدّد الأزمة، التي وصلت إلى ذروتها في اليومين الأخيرين، بتقويض التعاون بين الجيش الإسرائيلي والشاباك تحديدا في فترة الحالة الأمنية في الضفة الغربية تسير فيها نحو منحدر باتجاه ما يمكن أن يتطوّر لانتفاضة ثالثة”.

اقرأوا المزيد: 311 كلمة
عرض أقل
أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية (Flickr Israel Defence Forces)
أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية (Flickr Israel Defence Forces)

ردود فعل غاضبة ضدّ “رسالة الرفض” لوحدة الاستخبارات الإسرائيلية

كردّ على الرسالة، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، الجنود في الوحدة المختارة: "استمروا في عملكم المهم".

نشر 43 من خريجي وحدة الاستخبارات المسماة “8200” آخر الأسبوع الفائت، رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قائد الأركان العام بيني غانتس، ورئيس فرع الاستخبارات، اللواء أفيف كوخابي وصرّحوا فيها: نحن نرفض المشاركة في العمل ضدّ الفلسطينيين. من بين الموقّعين، ضابط بدرجة رائد وضابطان بدرجة نقيب في الاحتياط، وكذلك رجال استخبارات آخرين، من بينهم ضباط في وظائف مهنية خدموا في وحدة الاستخبارات.

يعلل الموقعون على الرسالة أن “هنالك تصورًا بأن الخدمة في سلك الاستخبارات خالية من المعضلات الأخلاقية، وتساهم فقط في تقليص العنف وإيذاء الأبرياء. لكن، خلال الخدمة العسكرية تعلمنا أن الاستخبارات هي جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على المناطق الفلسطينية”. كذلك يدعي الموقعون على الرسالة ورافضو الانضمام إلى الخدمة العسكرية أنه ليست هناك رقابة على طرق جمع المعلومات عن الفلسطينيين، متابعتها واستخدامها.

يعتقد الـ 43 شخصًا رافضي الانضمام إلى الخدمة العسكرية، أن المعلومات التي جُمعت وحُفظت في منظومات الجيش، “تضر بالأبرياء وتستخدم للمطاردة السياسية ولصنع شرخ في المجتمع الفلسطيني بواسطة تجنيد العملاء وتوجيه أجزاء من المجتمع الفلسطيني ضد نفسه. بناء على ذلك، يقول موقعو الرسالة، إنهم لا يستطيعون “ضميريًّا أن يستمروا ويخدموا هذه المؤسسة وأن يضروا بحقوق ملايين الناس”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (Flash90)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (Flash90)

لقد ثارت المؤسسة الأمنية والسياسية آخر الأسبوع على النشر المذكور واعترض الكثير منهم على تهجم أولئك الجنود على الوظيفة وأهمية المعلومات التي يجمعونها عن المجتمع الفلسطيني.

في رد على رسالة الرافضين، شجع أمس (السبت) بنيامين نتنياهو جنود الوحدة ودعاهم إلى الاستمرار في عملهم المهم. كتب في صفحته على الفيس بوك أن “مواطني الدولة مدينون لكم (جنود الوحدة) بالشكر على خدمتكم المهنيّة والمخلصة لدولة إسرائيل. استمروا في عملكم المهم للغاية من أجل أمن مواطني إسرائيل”.

من ناحيته، استنكر وزير الأمن، موشيه يعلون، الرسالة، ودعم هو أيضًا عمل جنود الوحدة. “محاولة الإضرار بالوحدة وعملها، بواسطة الدعوة إلى الرفض الذي يستند على ادعاءات لا تلائم سبيلها ولا سبيل قيَم أصحابها، هي محاولة سخيفة ومستنكرة تساهم في محاولات نزع الشرعية الكاذبة في العالم عن دولة إسرائيل وجنود الجيش، بلا ذنب ارتكبوه”.

بالمقابل، رد الموقعون على الرسالة يوم السبت على النقد الذي وُجه إليهم، وأكدوا أن عملهم في الوحدة يتعدى مجال الدفاع عن النفس. قال متخرجو الوحدة الموقعين على الرسالة إنهم قد رفعوا ادعاءاتهم لضباطهم، لكنهم لاقوا الصمت. لقد أضافوا أنهم لا ينكرون “مهمة 8200 بالحفاظ على أمن مواطني إسرائيل، لكن أثبتت السنين الطويلة التي خدموا خلالها في الوحدة إثباتًا قاطعًا أن مهمة الوحدة في المناطق الفلسطينية تتعدى الدفاع عن النفس وليس الحديث عن مهمّات معيّنة وإنما بتحديد مهمة الوحدة”.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يعلون، يقوم بزيارة مقاتلي جولاني في الميدان  (Flash90)
وزير الدفاع الإسرائيلي، يعلون، يقوم بزيارة مقاتلي جولاني في الميدان (Flash90)

رئيس المعارضة ورئيس حزب العمل، النائب يتسحاق هرتسوغ، خرّيج الوحدة المختارة المذكورة أعلاه، أبدى اعتراضه على الرسالة. من بين ما قاله اليوم على صفحته في الفيس بوك إن عمل وحدة 8200 حيوي “ليس فقط في زمن الحرب وإنما أيضًا وبالذات من أجل السلام. عندما نتحدث عن تسوية سياسية وتحديد الحدود نتحدث عن محطات تحذير وقدرات استخبارية لرصد وصد القوات المتطرفة التي ستقوم بكل شيء لتخريب السلام”.

الآن على ما يبدو أن الجدال حول وجود ووظيفة وحدة الاستخبارات سيستمر في إشغال المؤسسة السياسية والاجتماعية في إسرائيل خلال الأيام القادمة وذلك كجزء من محاول التعلم من عِبَر الحرب الأخيرة في غزة واستمرار غياب عملية سياسية جدية عن الأفق بين إسرائيل والفلسطينيين.

اقرأوا المزيد: 488 كلمة
عرض أقل
كيف تبدو الاستخبارات الإسرائيلية في 2014 ؟ (IDF Flickr)
كيف تبدو الاستخبارات الإسرائيلية في 2014 ؟ (IDF Flickr)

كيف تبدو الاستخبارات الإسرائيلية في 2014 ؟

سلسلة من التغييرات التنظيمية المهمّة في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، الشاباك والموساد. ما الذي يقف من وراء التغييرات الكبيرة ؟

تغييرات بعيدة المدى في شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، والموساد والشاباك. حدثت التغييرات الأهم في شعبة الاستخبارات العسكرية، حيث تمّ هناك تغيير دور ما يقارب الألف ضابط، وتم إحداث ثورة تنظيمية. كانت الموجة الهائلة من التغييرات نتيجة لِما يدعى بـ “الربيع العربي” والثورة التكنولوجية الدراماتيكية.

أروقة جهاز الموساد الإسرائيلي (Flas90Gideon Markowicz)
أروقة جهاز الموساد الإسرائيلي (Flas90Gideon Markowicz)

شيء ما جديدٌ ومهمٌّ يحدث لوحدات الاستخبارات المختلفة في الجيش الإسرائيلي. وتكمن خلفية التغييرات في شعبة الاستخبارات في الفشل في حرب لبنان الثانية (حرب تموز)، حينها تبيّن أن الاستخبارات قد ركّزت خلال سنوات على تقديرات استراتيجية ومحاولات عقيمة لتحليل عقلية القادة الإقليميين، مع إهمال للجمع التكتيكي، وهو الذي ينبغي أن يوفّر معلومات مفيدة للجنود في الميدان. فضلا عن ذلك، فحتى حين تم تلقّي معلومات كهذه، ظلّت بشكل عام في درجات عالية ولم تُنقل إلى الوحدات التي تحتاجها.

إنّ الأحداث في عصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية تحدث بسرعة فائقة. فعمليات كانت تحتاج لسنوات في يوم ما، تنتهي اليوم خلال ساعات وأيام. ولكن، بالإضافة إلى فقدان الاستقرار الإقليمي، فإنّ التغيير المصيري بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية هو في الحقيقة تكنولوجي. إذا كان أساس الاستخبارات في الماضي قد استند إلى الكشف عن الإشارات الإلكترونية والتنصّت على شبكات الإذاعة وخطوط الهاتف، فلا أحد اليوم يستخدم الهاتف أو جهاز الاتصال اللاسلكي. وفقًا لادّعاء خبراء المخابرات والاستخبارات، فقد أصبح العدوّ هيئة غير متبلورة بشكل عام، دون سلسلة واضحة من الأوامر، وكل هدف استخباراتي مستقلّ يملك بعض الهواتف المحمولة المختلفة ويرسل كذلك رسائل مكتوبة في البريد الإلكتروني، وشبكات التواصل الاجتماعية و “واتس آب”، أو يتحدّث في شبكة سكايب في الإنترنت التي لديها قدرة تشفير أساسية.

ولكنّ الموجة الحالية والهائلة من التغييرات هي نتيجة للربيع العربي وللثورة التكنولوجية الدراماتيكية. يمكننا القول أنه رغم الاستثمارات الضخمة في جميع شعب الاستخبارات، فقد فوّتتْ الاستخبارات الأحداث الكبرى في السنوات الأخيرة، رغم أنّ هذا سارٍ أيضًا على جميع أنظمة الاستخبارات الغربية، وليس فقط على الاستخبارات الإسرائيلية. وهكذا، لم يتم التنبّؤ بالثورة المصرية وسقوط حكم حسني مبارك عام 2011، وأيضًا الثورة المضادّة التي تم فيها إسقاط الإخوان المسلمين من السلطة بيد رجال الجيش.

تفاجأت الاستخبارات أيضًا بالحرب الأهلية السورية، وحين اندلعتْ، كانت التقديرات المقبولة هي عدم بقاء نظام الأسد طوال الوقت. بل إنّ وزير الدفاع السابق، إيهود باراك، عبّر عن هذا التقدير بشكل علنيّ. وكما هو معلوم، فإنّ الأسد لم يبقَ فحسب، بل إنّ هناك توقّعات الآن ببقاء نظامه لسنوات كثيرة.

حفل الوداع من رئيس الموساد السابق مئير داغان (IDF Flickr)
حفل الوداع من رئيس الموساد السابق مئير داغان (IDF Flickr)

ومن الجدير ذكره بأنّه إلى جانب هذه التفويتات، فإنّ المخابرات الإسرائيلية تظهر أيضًا قدرة إبلاغ كبيرة من العمليات المميّزة، مثل الكشف عن سفينة السلاح الإيرانية، والتي سيطر عليها سلاح البحريّة في شهر آذار هذا العام، بالقرب من سواحل السودان. لا تظهر الصور التي تمّ بثّها من السفينة القصّة الكاملة من وراء الإنجاز: أشهر من العمل المستعصي لجميع شعب الاستخبارات. يمكننا الافتراض أنّ هذا الجهد قد تضمّن تشغيل الوكلاء، التصوير من الفضاء ومن الأرض، نشاط تنصّت شامل وتكنولوجيات أخرى لم يتمّ الكشف عنها بعد.

وماذا يتضمّن التغيير المهمّ الذي تمرّ به شُعب الاستخبارات في الواقع؟

من بين التغييرات المهمّة في شعب الاستخبارات يمكن أن نشير إلى تعيين قائد جديد لشعبة سرّية تُدعى مجموعة العمليات الخاصّة. غُرس القائد الجديد، الذي لن يتمّ الكشف عن هويّته، في وحدة تشغيل الوكلاء 504. وهو مسؤول عن سلسلة من الهيئات التي كانت تخضع حتى ذلك الحين بشكل مباشر لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. وهو منصب لم يكن قائمًا حتّى الآن.

حفل الوداع من رئيس الموساد السابق مئير داغان (IDF Flickr)
حفل الوداع من رئيس الموساد السابق مئير داغان (IDF Flickr)

تغيير “طازج” آخر متعلّق لكون شعبة الاستخبارات قد قلّصتْ بشكل كبير الهيئة التكنولوجية في وحدة الاستخبارات المرئية، وحدة 9900، والتي تجمع المعلومات الاستخباراتية من صور الأقمار الصناعية ومن مصادر مرئية أخرى. بدلا من هذه الوحدة، تم تأسيس وحدة تكنولوجية جديدة من المفترض أن توفّر شبكة تكنولوجية واحدة لجميع شعب الاستخبارات المختلفة، وعلى رأسها وحدة التنصّت، وحدة جمع المعلومات الاستخباراتية من صور الأقمار الصناعية، وحدات العمليات الخاصّة وشعب الاستخبارات “البشرية”، والتي تستند إلى تشغيل الوكلاء.

تجدر الإشارة، بالمناسبة، إلى أنّه في الوقت الذي تعاني منه جميع وحدات الجيش الإسرائيلي من تخفيض الميزانية وموجة من الإقالات (منذ بداية عام 2014 ترك الجيش 1000 جندي ثابت وحتى نهاية العام سيصل عدد المُقالين الشامل إلى 2500)، فإنّ شعبة الاستخبارات هي الوحيدة التي تتمتع بزيادة الميزانية. في الواقع، فإنّ شعبة الاستخبارات تتواجد في المركز الأول في ترتيب الأفضليات لوزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس الأركان، بيني غانتس، بل حتّى قبل سلاح الجوّ.

ولكن هل هناك ما يبرّر التغييرات وإضافة الأجهزة أيضًا في ظلّ العاصفة التنظيمية وفقدان الاستقرار التوظيفي الذي تؤدّي إليه؟

يقول مسؤول استخباراتي كبير في الجيش الإسرائيلي في إجابته على هذا السؤال إنّ الثورة هي نتيجة لبرنامج شامل تم تشكيله في الجيش الإسرائيلي في شعبة الاستخبارات العسكرية خلال السنوات الأخيرة. قاد البرنامج رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء أفيف كوخافي.

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي (Yossi Zamir/Flash 90)
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي (Yossi Zamir/Flash 90)

وسمّي البرنامج الشامل “عمل شعبة الاستخبارات العسكرية”، وقد وصل مؤخرًا إلى مرحلة تطبيقه. بُنيَ البرنامج عبر سلسلة من الورشات بمشاركة مئات المسؤولين من شعبة الاستخبارات العسكرية ومن الجيش الإسرائيلي بطبيعة الحال على يد الأركان العامة. كان هدف البرنامج هو ملاءمة شعبة الاستخبارات العسكرية للتغييرات الدراماتيكية التي حدث في عالم الاستخبارات بالإضافة إلى تغييرات تمّت في هذه الأيام واشتملتْ على تجديدات دخلت إلى حيّز التنفيذ في السنة الماضية مثل إنشاء ميدان جديد يسمّى “الميدان الإقليمي” في قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، والذي يهتم بالظواهر التي لم تكن قائمة في الماضي مثل عملية الأسلمة وتكاثر مقاتلي الجهاد في المنطقة. قادت شعبة الاستخبارات أيضًا برنامجًا شاملا يُدعى “الحرب القائمة على المعلومات الاستخباراتية”، والذي يهدف إلى ضخّ المعلومات الاستخباراتية التكتيكية إلى مستوى دائرة القتال في الميدان.

إنّ تسليط الأضواء على التغييرات في “عمل شعبة الاستخبارات العسكرية” هو برنامج يدعى “شعبة الاستخبارات العسكرية الشبكية” والذي تتحدّث فيه جميع شُعب الاستخبارات العسكرية، التي كانت منقطعة بالكامل تقريبًا، إلى بعضها البعض، وفي وقت لاحق جميع فروع القوات المسلحة. بدلا من التوزيع وفقًا لمجالات الاستخبارات المختلفة، بحيث قام كلّ مجال بتطوير منظوماته الخاصّة، تم اعتماد “طبقة التطبيقات” في جميع شعب الاستخبارات، بحيث تستطيع جميع الأجهزة التواصل بين بعضها البعض على أساس قاعدة البيانات والشبكة.

دبابات الجيش الإسرائيلي تقصف مواقع حزب الله خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 (Olivier Fitoussi /Flash90)
دبابات الجيش الإسرائيلي تقصف مواقع حزب الله خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 (Olivier Fitoussi /Flash90)

إنّ شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي ليست جهاز الاستخبارات الوحيد الذي يكتشف نفسه من جديد. تجاول أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء العالم أن تلائم نفسها للعصر الجديد، ولكن أيضًا في أنظمة الاستخبارات المختلفة في إسرائيل، الشاباك والموساد، تحدث تغييرات تنظيمية مهمّة.‎ ‎

التغيير الكبير والأهم على الإطلاق في الشاباك استُكمل في العام الماضي واشتمل على تعزيز كبير لمجالات السايبر. استقبل الشاباك قوى بشرية كثيرة في مجال السايبر واعتبر أحد الأجهزة الرائدة في المجال، كمسؤول عن تأمين الشبكات الوطنية.

إطلاق القمر الصناعي "أوفيك 10" (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
إطلاق القمر الصناعي “أوفيك 10” (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

تغيير أكبر دخل هذا العام إلى حيّز التنفيذ في الموساد، وهو يترافق مع الأزمة التي تتضمّن الترك الكبير لشخصيات مركزية في التنظيم (مثل مئير داغان). واءم الموساد أيضًا نفسه مع عصر السايبر. تنسب وسائل الإعلام العالمية للتنظيم عمليات سايبر كثيرة، بما في ذلك مهاجمة المفاعل النووي الإيراني بواسطة ديدان تجسّس وتخريب.

شيء واحد واضح، أنّ إسرائيل معنيّة بتغيير رؤيتها الاستخباراتية على ضوء التسارع التكنولوجي والتغييرات الإقليمية العديدة التي تحدث حولها: الحرب الأهلية السورية، ثورات الربيع العربي، تغيّر أنماط الحكم في منطقة الشرق الأوسط الجديد، استخدام شبكات إنترنت مشفّرة وضبابية، وحقيقة أنّ الحرب القادمة كما يبدو ستُدار من قبل عدوّ غير متبلور وغير متوقّع.

اقرأوا المزيد: 1078 كلمة
عرض أقل