انتقادات شديدة ضدّ وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي أمر اليوم (الأحد) بإيقاف النشاط التطوّعي لجنود الجيش الإسرائيلي من أجل أطفال طالبي اللجوء من إفريقيا، لأنّه “نشاط مثير للجدل، ولا سيّما عندما يكون الحديث عن سكان لا يقيمون في البلاد بشكل قانوني”، بحسب كلام الوزير.
نُشر كلام الوزير صباح اليوم في صحيفة “يديعوت أحرونوت” في أعقاب شكاوى لنشطاء يمينيين وسكان في الحي الواقع فيه الملجأ، والذين لم يستسيغوا المساعدات التي يقدمها الجنود وهم يرتدون زيا عسكريا. وفقا لكلام ليبرمان، “من الجدير أكثر أن يعمل جنود الجيش الإسرائيلي وفقا لرؤية “فقراء بلدك أولا” وأن يساعدوا الناجين من الهولوكوست، المحتاجين، وكبار السنّ”.
ومع نشر هذا الكلام أصبح هذا الموضوع موضوع الساعة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم توجيه انتقادات حادّة إلى وزير الدفاع، ولا سيّما من قبل جهات في اليسار السياسي في إسرائيل، التي اتهمته بعدم الإنسانية والوحشية تجاه أطفال عاجزين يحتاجون إلى المساعدة، لأغراض سياسية.
كتبت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش منشورا طويلا في فيس بوك، حظي بمئات الإعجابات والمشاركات، وكتبت فيه، من بين أمور أخرى:
“يبني تطوّع من يخدمون في الجيش.. جيشا أكثر قوة وجدارة. تحتاج دولة إسرائيل إلى سياسة هجرة منظّمة. من جهة، تحتاج إلى سياسة لا تشكّل خطرا على أمننا، ومن جهة أخرى تقدّم تعبيرا عميقا عن المسؤولية الخاصة التي لدينا، نحن الشعب اليهودي، تجاه الأجنبي، اللاجئ، والذي فرّ من إبادة جماعية. المسؤولية الزائدة التي نتمتع بها كشعب نجا من كارثة الهولوكوست الرهيبة ويعاني من ندوب فظاعة العنصرية والكراهية. ليس هناك أية علاقة بين هذه المسؤولية وبين توجيهات وزير الدفاع اليوم، التي تدعو إلى التنكّر من الأطفال الصغار الذين يعانون. كيف يمكن التجرؤ على تجاهل ضائقتهم. إنهم يحتاجون إلى إخراجهم من قائمة الضعفاء المحتاجين ويحتاجون ليس فقط لحلّ منظّم لمعاناتهم، وإنما أيضًا إلى الرفق واليد الممدوة للتطوّع”.
قال عضو الكنيست نحمان شاي: “التسلسل الهرمي الاجتماعي-الأخلاقي لدى وزير الدفاع غير مكتمل. يستحق أطفال اللاجئين دعم، ومساعدة جنود الجيش الإسرائيلي وضباطه المستقبليون الذين سيزدادون غنى قيميّا وأخلاقيّا من العمل المشترك معهم”.