في صورة غير نمطية لصحفي محسوب على حركة حماس ينتقد فيها قيادات من الحركة بسبب تصريحات تتعلق بـ “الأنفاق”، طالب الصحفي صالح النعامي، رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، بالاستقالة من منصبه.
وكتب النعامي في صفحته على الفيس بوك، على الأستاذ خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاستقالة لأنه لا يحرك ساكناً إزاء حالة التسيب والفلتان الإعلامي، الذي جعل سلوك بعض قادة الحركة مصدر تهديد مباشر للمقاومة والقضية الفلسطينية.
وتأتي مطالبات النعامي بعد يوم واحد من فيديو نشرته وسائل إعلام محلية بغزة لعضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار وهو يتحدث عن الأنفاق أصبحت داخل الأراضي الإسرائيلية، قبل أن تجبر حماس بساعات تلك الوكالات على سحب الفيديو وحذفه مع الخبر.
وانتقد النعامي عبر صفحته تصريحات قادة حماس بالقول ” كيف يحدث أن تتبرع قيادات نافذة في حماس من خلال إطلالاتها الجماهيرية والإعلامية بالإبلاغ عن مخططات الحركة بشأن الأنفاق، مما أفضى إلى تكثيف إجراءات الصهاينة ضد الأنفاق، ألا يعني هذا طعنة في ظهور أولئك الأبطال الذين عملوا لأيام طويلة من أجل الإعداد للمعركة القادمة، وضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك”.
وأشار للنفي الإسرائيلي من قبل وزير الجيش موشيه يعلون بأن تكون الأنفاق وصلت مستوطنات غلاف غزة، وقال “من القطاع يخرج من حماس من يؤكد أن الانفاق تجاوزت الخط الحدودي، ألا يعلم هذا وغيره أنهم أسهموا فقط في تحشيد الرأي العام والنخبة السياسية الإسرائيلية للقيام بإجراءات عسكرية أكثر حدة ضد الأنفاق، وقد تنتهي إلى شن حرب جديدة”.
وأضاف “إسرائيل ستتسلح بتصريحات قيادات حماس حول الأنفاق في مراكمة شرعية دولية لأي عدوان إسرائيلي قادم على القطاع، وقتما يخدم شن الحرب مصالحها”. مشيرا إلى أن هذه التصريحات ستمنح أنصار شن الحرب في تل أبيب الكثير من الوقود.
وأضاف بلغة تشير لحالة القلق الذي يساور الكثير من الفلسطينيين من مواجهة عسكرية جديدة “ألا يعلم هؤلاء أنه بالإضافة لمآسيها المعروفة، فإن حرباً جديدة على غزة يعني توجيه ضربة موجعة لانتفاضة القدس وستعمل على تهاوي الرهانات الوطنية على هذه الانتفاضة العظيمة التي يمكن أن تؤسس لتغيير مسار القضية الفلسطينية”.
وتساءل بلغة نشطاء حماس “ألا تشكل هذه خدمة مجانية لعباس ونهجه التفريطي؟”.
ورأى في استقالة مشعل مستحقة لأنه يتضح بشكل كبير غياب المساءلة في صفوف قيادة الحركة، حيث أنها ليست المرة الأولى التي يفضي فيها تسيب بعض القيادات الإعلامي إلى أضرار كبيرة، يفترض أن يكون لمشعل رأي ودور إزاء ما يحدث. كما قال.
وختم قائلا “إن كان عباس وزمرته لا يمكن أن يمثلوا الشعب الفلسطيني بسبب نهجهم التفريطي فأن سلوك بعض قيادات حركة حماس يرسم غيوماً من الشك لدى قطاعات من الفلسطينيين حول أهلية الحركة لتشكيل بديل”.