يتطرق مسؤولون إسرائيليون، في الأيام الأخيرة، بدعابة إلى حال الحريري الموجود أو المُحتَجز (هذا يتعلق من تسأل) في السعودية بصفته “غلعاد شاليط اللبناني”. رغم هذا، هذه النبرة الساخرة تتحول إلى قلق جدّيّ بعد مرور وقت قصير من الحديث.
تنفي جهات إسرائيلية أنها عرفت مسبقا عن الخطوات الهامة التي اتخذها محمد بن سلمان، ومن بينها أيضا قراره لإحداث “هزة” في الوضع اللبناني الداخلي وشن حرب ضد التأثير الإيراني في الدولة.
فضلًا عن ذلك، تنفي إسرائيل التقديرات التي سادت بشكل أساسيّ في وسائل الإعلام العربية وأشارت إلى أن الحديث يجري عن خطوات شاملة ومنسقة بين الرياض وإسرائيل قد يرافقها تصعيدا عسكريّا إسرائيليا، “نحن لسنا جنود مرتزقة لدى أي طرف”، قال مسؤول إسرائيلي واستطرد: “لدى إسرائيل مصالحها الخاصة”.
تنظر إسرائيل بشكل عام إلى محمد بن سلمان على أنه زعيم شاب وموهوب، يطمح إلى إحداث تغييرات هامة في المملكة وفي علاقاتها الخارجية. لا أحد ينكر أن هناك علاقات وتبادل في الآراء بين كلا الجانبين بطريقة ما، ومصلحة أساسية مشتركة: إضعاف المحور الشيعيّ في المنطقة والمنظمات التي تعمل في صفوف الحرس الثوري الإيراني، وأهمها حزب الله.
في هذه الأيام، الاهتمام الإسرائيلي، كما يمكن أن نلاحظ من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، موجّه نحو الحضور الإيراني المتزايد في سوريا. تؤكد إسرائيل على أنها لن تسكت على أن تصبح سوريا قاعدة عسكريّة إيرانية وتوضح أن الجيش الإسرائيلي يحافظ على حرية العمل فيما يتعلق بهذه الحقيقة.
وقد انتقد نتنياهو بشدة الاتفاق بين الأردن والولايات المتحدة الذي يسمح بالتواجد إيراني محدود بالقرب من الحدود، لهذا زار وفد أمريكي من مجلس الأمن الوطني إسرائيل.
إضافة إلى ذلك، تتابع إسرائيل خطوات حزب الله عن كثب وتقدّر أنه رغم أن التجربة التي اكتسبها في سوريا ألحقت به ضررا اقتصاديا، وانتقادا جماهيريا، وكذلك شيعيا، وأدت إلى أن يخسر مقاتليه، فقد اكتسب المقاتلون الذين كانوا في سوريا خبرة هامة.
بدأ حزب الله بنقل مقاتليه من سوريا إلى لبنان تدريجيا، الأمر الذي تعده إسرائيل تطورا خطيرا. من جهة إسرائيل لا تريد الاشتباك مع حزب الله، ومن جهة أخرى فإن الاشتباك المستقبلي محتوم حسب مسؤولين إسرائيليين.
أما بالنسبة للحريري، في إسرائيل يعتقدون أنه قدّم تنازلات كثيرة وإن إيران وحزب الله هما اللذان يحتجزانه منذ سنوات، ويسيطران على المنظومة السياسية في لبنان. “يستثمر الإيرانيون 800 مليون دولار في حزب الله سنويا، وهم لن يتنازلوا سريعا عن هذه الاستثمارات”.