“إنه المكان والزمان لنصرخ صرخة كلّ أولئك الذين كانوا معنا، ولكنهم ليسوا معنا الآن، صرخة البقية التي تواجه صعوبة، وبحقّ، في التحرّر من صُور الموت والفظائع تلك. أعود فأكرّر من جديد أنني أتعاطف كاملًا مع ضحايا الكارثة حيثما كانوا في العالم، بمن فيهم أولئك الذين أحيا معهم في البلاد نفسها، في الدولة عينها. إنها اللحظة التي يُفترَض فيها أن يرفع الإنسان جميع قبّعاته القوميّة أو الدينيّة. إنه وقت إسقاط الفوارق وارتداء ثوبٍ واحد ووحيد: ثوب الإنسانية، والتأمل في الذات والبيئة والكون إنسانًا – إنسانًا فحسب”.
ونجح أحمد الطيبي، الذي يُعتبَر مقرّبًا من رئاسة السلطة الوطنيّة الفلسطينية، من الرئيس ياسر عرفات وحتّى الرئيس محمود عباس- قد نجح في رأب صدع الشعور بالاغتراب بين مواطني إسرائيل اليهود والعرب في خطابٍ بالغ الأهمية ألقاه في الكنيست، وعبّر فيه كفلسطيني، عن التماثُل مع ضحايا الهولوكوست، والاعتراض الشديد على إنكار المحرقة.
وكان الطيبي قد نجح بعد ذلك بسنوات في إقناع الرئيس الفلسطيني، أبي مازن، بنشر أقوال مماثلة، ما لاقى تجاوُبًا باردًا من قِبل الحكومة الإسرائيلية، ولكن استحسانًا كبيرًا لدى الشعب الإسرائيلي.